مقدمة


(( المقدمة ))


الحمد لله الذي علا في توحده ، ودنا في تفرده ، وجل في سلطانه ، وعظم في أركانه ، وأحاط بكل شيء علما وهو في مكانه ، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه وبعد .

لا شكّ أنّ كلّ أثر يمتّ للإسلام والمسلمين بوجه من الوجوه بصلة، له أثره الخاصّ في التدليل على أنّ للشريعة الإسلامية وصاحبها حقيقة، وليست هي ممّا نسجَتْها يدُ الخيال أو صنعتها الأوهام .

وبعبارة واضحة : الآثار المتبقيّة من المسلمين إلى يومنا هذا تدلُّ على أنّ للدعوة الإسلامية وداعيها واقعيّة لا تُنكر، وأنّه بُعِثَ في زمن خاص بشريعة عالميّة، وبكتاب معجز تحدّى به الأُمم، وآمن به لفيف من البشر .

ثمّ إنّه هاجر من موطنه إلى يثرب، ونشر شريعته في الجزيرة العربيّة، ثمّ اتّسعت بفضل سعي أبطالها ومعتنقيها إلى سائر المناطق، وقد قدّم في سبيلِها تضحيات، وتربّى في أحضانها علماء وفقهاء وغير ذلك .

فهذه آثارهم ومشاهدهم وقبورهم تشهد بذلك .

فالمحافظة على هذه الآثار على وجه الإطلاق تُضفي على الشريعة في نظر الأغيار واقعية وحقيقة، وتزيل عن وجهها أيّ ريب أو شك في صحّة البعثة والدعوة، وجهاد الأُمّة ونضال المؤمنين .

فإذا كانت هذه نتيجةُ المحافظة ، فإنّ نتيجة تدميرها وتخريبها وهدمها أو عدم الاعتناء بها مسلَّماً عكس ذلك .

ومع الأسف نرى الأُمّة الإسلامية ابتُليت في هذه الآونة بأُناس جعلوا تدميرَ الآثار وهدمها جزءاً من الدين، والاحتفاظ بهـا ابتعاداً عنه، فهـذه عقليّتـهم وهـذا شعورهم .

لا شكّ أنّ لهدم الآثار والمعالم التاريخية الإسلامية وخاصّة في مهد الإسلام مكة، ومهجر النبي الأكرم المدينة النبوية ، نتائج وآثار سيّئة على الأجيال اللاّحقة التي سوف لا تجد أثراً لوقائعها وحوادثها وأبطالها ومفكّريها، وربّما تنتهي إلى الاعتقاد بأنّ الإسلام قضيّة مفتعلة، وفكرة مبتدعة ليس لها أيّ أساس واقعي تماماً .

فالمطلوب من المسلمين المحافظة على الآثار الإسلامية وخاصة النبويّة منها، وآثار آل البيت، والعناية بها وصيانتها من الاندثار والإزالة والمحو، لما في هذه العناية والصيانة من تكريم لأمجاد الإسلام وحفظ لذكريات الإسلام في القلوب والعقول، وإثبات لأصالة هذا الدين، إلى جانب ما في أيدي المسلمين من تراث ثقافي وفكري عظيم .

وليس في هذا العمل أيُّ محذور شرعي، بل هو أمر محبَّذ، اتّفقت عليه كلمة المسلمين الأوائل .

والذي دعاني إلى عمل هذا الموقع :


هو لما وجدت تراث بدأ يضيع وصراح أخذت تتهدم شياً فشياً عبر القرون وضياع تلك المعالم اليوم ولم يبقى إلا القيل من أجل العارفين بها قـررت بأن أحفظ ولو جزء بسيط منها للأجيال القادمة فتوجهت إلى قـبره الشريف ، داعيا لأستأذنه كي أجمع بعض من تراثه وآثاره المهدمة في موقع (( آثار آل البيت بالمدينة المنورة وقراها )) فجلست في الروضة الشريفة بين القبر والمنبر لما لهذه البقعة الطاهرة من القدسية كما ورد في الحديث (( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة )) وقبالة ضريحه الشريف سرحت بالخيال ساعات أفكر من أين ابدأ وكيف سئلت سيدي أنا على علم ويقين وخبر ودراية ،بموضع قبرك ولكن هلا أخبرتني بموضع قبر أبنتك فاطمة الزهراء في البقيع أم في بيتها أم في الروضة بين القبر والمنبر وبمثل هذا الخيال تحمست للعمل ومن هنا كانت بدايتي عام 1418 هـ فأخذت أبحث في الكتب وأسأل عن كل من يعرف معلومة عن آثار أهل البيت أو لدية صورة توضح أثر من آثارهم المهدمة في المدينة وأخذت أجمع من الصور والمعلومات حتى عام 1431هـ وقد أستدعى عملي هذا القيام برحلات خارج المدينة للبحث في القرى عن كل من يعرف عنهم أثر أولديه معلومة تاريخية عن أثر من الآثار وقد بذلت من أجل ذلك الجهد للوقوف على تلك الآثار والبحث عنها في كتب المراجع القديمة والحديثة .

الأسلوب الذي يتميز به هذا الموقع :


تميز الموقع في استقصاء كل آثر نادر من آثار النبي وآل بيته في المدينة النبوية وقراها فكنت أترسم خطى هذه الآثار وأسجل كل معلومة لم يسبقني إليها أحد فيما أعلم وهذه أهم ناحية ظهر فيها هذا الموقع .

والمنهج الذي اتّبعته في ذلك هو:

لقد قمة باقتباس من الكتب والمواقع الإلكترونية كل معلومة تعنى بآثار آل البيت بالمدينة المنورة وقراها

كما قمة بتصوير هذه المساجد والأماكن لسهولة التعرّف عليها أوّلا، وللحفاظ على صورتها خشية اندثارها ثانياً، ثمّ إيضاح أماكنها، والتعليق عليها.

وقد رتّبتها من حيث القرب والبعد عن مسجد النبوي، مراعياً في ذلك موقعها في اتجاه واحد. ليستطيع الزائر الوصول إليها بسهولة ويسر،وحرصت على ذكر الأماكن التي ثبت أنّ النبي صلّى فيها .

لاشك أن هذا الموقع يعنى بآثار آل البيت بالمدينة المنورة وقراها ويسعى لنقل كل معلومة عنها ، وكل ما كتب أو قيل بشأنها سوا كان ذلك سلبا أو إيجابا وعرضه بين يدي المرتاد والمتصفح للموقع كما سيترجم إلى أربعة لغات (( العربية ، الانجليزية ، الفارسية ، الأردية )) وفيما بعد سوف تصدر موسوعة مطبوعة بالصور الملونة في عدة أجزاء تشمل كل هذه الآثار كما سوف يصدر كتاب عن أهم شخصية في الوقت الراهن في المجتمع المدني .

كما انه يمتاز باحتوائه على معرض للصور الملونة لكل أثر من الآثار المدونة على الصفحة الرئيسية للموقع وبعض الصـور للأحجار الشاهدة الموثقة تاريخيا على بعض القبور فوقفت فيما وصل إلي من آثار النبي وآهل بيته على حكم بالغة ومواعظ ، شافية وحث على مكارم الأخلاق وترغيب في العبادة فاجتهدت في تصميم الواجهة الرئيسية للموقع وربطها بالصفحة الرئيسية للموقع وربط الصفحة الرئيسية بتسع صفحات بحيث خصصت صفحة للمساجد ودونت عليها أغلب المساجد التي ثبت أن النبي صلى فيها وربطة كل مسجد بمعرض للصور خاصة به وهكذا في المزارع والآبار وبقية المعالم كما خصصت صفحة لشخصيات من المدينة تحدثت فيها عن الرمز الأوحد في المجتمع المدني والغرض من هذا العمل لكي يسهل على المرتاد والمتصفح للموقع الحصول على المعلومة التي يريدها بسهولة .

لذا رأيت أنّ من الضروري تصميم مثل هذا الموقع الشخصي لينتفع بهي الزوّار من أتباع مذهب أهل البيت وغيرهم من المسلمين المنصفين من أهل السنة . راجياً من الله أن يلقى موقعي هذا القبول ويرشح لأفضل موقع شيعي يهتم في آثار آل البيت بالمدينة المنورة وقراها ويكون عونا للزائر الكريم ليتعرف من خلاله على آثار آل البيت بالمدينة وأيضا يكون مرجعا لأتباع مذهب أهل البيت وحتما كل زائر يريد الذهاب لزيارة بلد ماء يجعل في مخيلته برنامج لزيارة لذلك البلد فما بالك من يريد زيارة بلد الحبيب المصطفى فحتما يجعل من أولويات زيارة للمدينة زيارة الأماكن المقدسة فيها فنأمل من الزائر الكريم أن يسجل ضمن برنامجه لزيارة المدينة الدخول على موقعنا (( www .madinahantiquities.com )) ليتعرف من خلاله عن قرب على آثار آل البيت علیهم السلام بالمدينة المنورة وقراها .